في تطور مهم قد يُسهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشفت وكالة “بلومبرغ” نقلًا عن مصدر مطّلع. أن إسرائيل والاتحاد الأوروبي توصلا إلى اتفاق جديد يهدف إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ووفقًا للمصدر، يتضمن الاتفاق فتح مسارات إغاثية جديدة تُمكّن من تسريع وتيرة دخول المساعدات إلى مختلف أنحاء القطاع. بما يشمل شمال غزة، وهي المنطقة التي تشهد أوضاعًا إنسانية وُصفت بـ”الكارثية” في ظل النقص الحاد في الغذاء والمياه والدواء.
موافقة إسرائيلية رغم اعتراض وزراء
الاتفاق الجديد جاء بعد أيام قليلة من موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على توسيع نطاق دخول المساعدات إلى كافة مناطق القطاع.
وتمت المصادقة رغم معارضة الوزيرين اليمينيين المتشددين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين أعربوا عن رفضهم لأي خطوات من شأنها تخفيف الضغط على قطاع غزة.
خلفية تفاوضية في الدوحة
يأتي هذا التطور بالتزامن مع مفاوضات جارية في العاصمة القطرية الدوحة، بين أطراف دولية وإقليمية، تسعى للتوصل إلى تفاهمات شاملة تشمل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.
وتشترط حركة حماس، وفق ما أكدته مصادر مطّلعة، تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود وبإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني. مستندةً إلى اتفاق سابق تم التوصل إليه في يناير 2025، والذي نصّ على توزيع المساعدات من خلال أكثر من 400 نقطة في القطاع، وبمشاركة آلاف المتطوعين والموظفين المحليين.
آلية المساعدات الحالية محل خلاف
في المقابل، تُصِر الحكومة الإسرائيلية على الإبقاء على الآلية الحالية التي تُشرف عليها مؤسسة تُدعى “غزة الإنسانية”، وهي جهة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
إلا أن هذه الآلية لا تغطي سوى أربع نقاط توزيع رئيسية تقع في وسط وجنوب القطاع، مما يُجبر المدنيين على قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للحصول على المساعدات الأساسية. وهو أمر أثار انتقادات من منظمات حقوقية وإنسانية.
المساعدات جزء من مقترح هدنة شاملة
هذا الاتفاق الإنساني جزءًا من مقترح هدنة تمتد إلى 60 يومًا، تُناقش حاليًا في إطار تفاهمات أوسع بين الأطراف المعنية. وبحسب ما نقلته مصادر دبلوماسية، فإن الهدنة تتضمن عدة بنود، من أبرزها:
- إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى تسليم 18 جثة.
- تحرير عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
- زيادة ضخ المساعدات الإنسانية بشكل يومي.
- انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق داخل القطاع.
سياق إنساني معقّد ومفاوضات مستمرة
تعد هذه التفاهمات خطوة نحو تخفيف المعاناة عن سكان غزة. الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية قاسية منذ أشهر، نتيجة القصف المتواصل والحصار المشدد. ومع استمرار المفاوضات في الدوحة، تبقى الضغوط الدولية على إسرائيل قائمة لتوسيع نطاق المساعدات. وتوفير آلية تضمن وصول الإغاثة إلى المدنيين بشكل عادل وآمن.
للانضمام إلى قناة التليجرام لمساعدات قطاع غزة “من هنا“.