تستعد الإدارة الأمريكية لتنفيذ خطة إنسانية جديدة في قطاع غزة. تبدأ فعلياً في 25 مايو 2025، بهدف توزيع المساعدات على السكان المحاصرين في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. هذه المبادرة، التي تم تصميمها لتجنب إشراف مباشر من إسرائيل أو حركة حماس. تثير الكثير من التساؤلات حول أهدافها الحقيقية، وجدواها على أرض الواقع، وتأثيرها المحتمل على مستقبل القطاع المنهك.
توزيع مباشر تحت إشراف أمريكي
الخطة، التي تنفذ عبر مؤسسة تدعى “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، تقوم على إنشاء أربعة مراكز توزيع داخل القطاع. يخصص كل مركز منها لخدمة حوالي 300 ألف مواطن، في محاولة لتغطية ما يزيد عن مليون نسمة في مرحلتها الأولى.
تنفذ الخطة من خلال شركة أمريكية خاصة، تابعة لصندوق إنساني أسسه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ما يلفت الانتباه أن العاملين في هذه الشركة سيكونون مدربين ومسلحين، وسط تأكيدات بأن الجيش الإسرائيلي لن يتدخل مباشرة. بل سيكتفي بتأمين المحيط الخارجي للمراكز، فيما تتولى شركات أمنية خاصة حماية المراكز من الداخل.
دعم إسرائيلي وتحفظات فلسطينية
رغم ترحيب إسرائيل بالخطة، وموافقتها على تنفيذها، إلا أنها شددت على عدم مشاركتها المباشرة في العمليات. وهو ما ينظر إليه على أنه محاولة لتخفيف الضغط الدولي في ظل الاتهامات المستمرة بمنع دخول المساعدات.
على الجانب الآخر، أثارت الخطة موجة من القلق لدى العديد من المؤسسات الفلسطينية والمنظمات الدولية. حيث اعتبرت محاولة لتجاوز الأطراف المحلية وتهميشها. في وقت يرى فيه البعض أن توزيع المساعدات وفق هذه الآلية قد يستخدم كأداة ضغط أو وسيلة غير مباشرة لدفع السكان إلى النزوح من شمال القطاع نحو الجنوب.
تابع أيضا: خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مشروطة بالنزوح إلى رفح
هل تنقذ الخطة غزة من المجاعة؟
تأتي هذه المبادرة في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية خانقة، فمع استمرار الحصار ومنع المساعدات لأكثر من شهرين. ارتفعت التحذيرات من مجاعة محتملة في المناطق الشمالية تحديداً. حيث يعاني الأهالي من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
ورغم أهمية إيصال المساعدات، يرى مراقبون أن الاعتماد على شركة أمنية أمريكية. وفرض نظام توزيع غير محايد، قد يقوض ثقة الأهالي بالمبادرة ويزيد من توتر الأوضاع. خاصة إذا ربطت المساعدات بمناطق جغرافية معينة دون غيرها.
في النهاية
لا شك أن أي جهد يبذل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة هو أمر مرحب به، لكن نجاح هذه الخطة الأمريكية مرهون بشفافية التنفيذ. واحترام السيادة الفلسطينية، وتجنب استخدام الاحتياجات الإنسانية كسلاح ضغط سياسي. تبقى التساؤلات مفتوحة: هل تنقذ الخطة الأرواح، أم تضيف أزمة جديدة إلى سجل المعاناة المزمن في غزة؟
إقرأ أيضا
مسؤولون إسرائيليون يعترفون: ندفع ثمن التطرف وجرائم الحرب في غزة
رابط التسجيل للحصول على مساعدات نقدية 1000 شيكل من اليونيسف
طريقة التسجيل للحصول على مساعدات الطحين المقدمة من برنامج الأغذية العالمي