وظائف غزة

خليل الحية في خطاب ناري: “غزة تُباد والعالم يتفرج.. كيف تسمح مصر بموتنا على حدودها؟”

في خطاب ناري مفعم بالغضب والمرارة، أطلق الدكتور خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، نداءً عاجلاً وصريحاً إلى الأمة العربية والإسلامية، يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2025، محذراً من أن ما يجري في قطاع غزة لم يعد صراعاً سياسياً أو تفاوضياً، بل إبادة جماعية تُرتكب بدم بارد أمام مرأى ومسمع العالم، وسط صمت دولي مطبق وعجز عربي مشين.

الكلمات تعجز عن وصف المأساة.. أطفالنا يموتون جوعاً

استهل الحية خطابه بتصوير مأساوي للوضع الإنساني المروّع الذي يعيشه سكان القطاع المحاصر، مؤكداً أن الكلمات باتت عاجزة عن التعبير، وأن أطفال غزة يلفظون أنفاسهم الأخيرة من شدة الجوع والعطش، بينما يكتفي العالم بالمراقبة الصامتة، وكأن أرواح الأبرياء لا تساوي شيئاً في موازين السياسة والمصالح.

المفاوضات تحت النار والجوع مهزلة تُهين كرامتنا

هاجم الحية بشدة مسار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار، واصفاً إياها بالمسرحيات العبثية التي تُدار في فنادق مكيفة، بينما يموت المدنيون في الأزقة والملاجئ. وأضاف: “أي مفاوضات تُعقد وشعبنا يُذبح جوعاً؟ أي كرامة تبقى لنا إذا استمررنا في اللهاث خلف طاولات لا تمنحنا سوى المزيد من الإذلال؟”.

الإسقاط الجوي للمساعدات.. إهانة لا تليق بشعب صامد

وجّه الحية انتقادات حادة إلى ما أسماه “مسرحية الإسقاط الجوي للمساعدات”، قائلاً: “أي كرامة في أن يُلقى الطعام علينا من السماء وكأننا لاجئون بلا هوية؟ هذه الإعانات لا تسد رمق الجوعى، بل تزيد من حجم الإهانة لشعب يرفض أن يُعامل كمتسول”.

فتح المعابر مطلب أساسي لا يقبل التفاوض

شدد الحية على أن الحل الحقيقي يكمن في فتح المعابر البرية بشكل كامل ودون قيود، معتبراً أن استمرار إغلاق معبر رفح يُحوّله إلى مصيدة موت لا تقل فتكاً عن القصف. وأضاف: “نحذّر من تحويل رفح إلى معبر إبادة ممنهجة ضمن مخطط لتهجيرنا قسراً، وهذه جريمة لن نقف صامتين أمامها”.

رسالة مباشرة إلى مصر: كيف تسمحون بموتنا على أبوابكم؟

في ذروة خطابه، وجّه الحية نداءً مؤلماً إلى القيادة المصرية قائلاً: “يا أهل مصر، كيف ترضون بموت إخوتكم على أعتاب حدودكم؟ كيف تحول معبر رفح إلى بوابة للموت بدل أن يكون شريان الحياة لغزة؟ أين ضميركم؟ أين نخوتكم؟”.

وطالب الشعب المصري وقواه الوطنية بالتحرك الفوري لفتح المعبر، محمّلاً مصر مسؤولية مباشرة عن استمرار الحصار والتجويع.

رسالة إلى الأردن: لا نريد تصريحات بل تصعيداً شعبياً حقيقياً

لم يغفل الحية في خطابه توجيه رسالة واضحة إلى الأردن، قائلاً: “ننتظر منكم تصعيداً شعبياً واسعاً، لا يكفي التلويح بالمواقف الدبلوماسية، فغزة تستصرخكم، فهل من مجيب؟”.

أين أنتم يا عرب؟ أما آن للجيوش أن تتحرك؟

بصوت متهدّج بالألم، تساءل الحية: “أين الجيوش العربية؟ أين الجماهير؟ هل يُعقل أن يُباد شعب بأكمله، وتحاصر النساء والأطفال، والكل صامت كأن شيئاً لا يحدث؟ هل هان عليكم دمُ غزة؟”.

ودعا علماء الأمة الإسلامية إلى أن يكونوا في طليعة الصفوف، لا أن يكتفوا بالمراقبة، قائلاً: “الدين لا يُجزّأ، ودم غزة أمانة في رقابكم، فإما أن تنهضوا بها أو تخونوا أمانتكم”.

تحية للمقاومة.. أنتم فخر هذه الأمة

رغم الألم، وجّه الحية تحية اعتزاز إلى كتائب القسام وسرايا القدس، مؤكدًا أن المقاومة أفسدت حسابات الاحتلال، وقال: “لقد حطّمتم وهم الجيش الذي لا يُقهر، وأثبتّم أن غزة ليست لقمة سائغة كما يحسبون”.

قطع العلاقات مع الاحتلال.. كل دقيقة تأخير خيانة

طالب الحية كل الدول العربية والإسلامية بقطع علاقاتها فوراً مع الاحتلال الإسرائيلي، ووقف كل أشكال التطبيع والتنسيق الأمني، قائلاً: “كل لحظة تأخير هي خيانة لشعب يُباد ولا يجد من ينصره”.

تحذير من مشروع التهجير الجماعي

حذّر الحية من محاولات لتحويل الأزمة إلى مشروع تهجير جماعي للفلسطينيين خارج غزة، قائلاً: “لن نغادر أرضنا، لن نُهجّر، ولو تحت القصف والجوع. لن نكون لاجئين من جديد مهما كلّف الثمن”.

دعوة للزحف الشعبي العالمي

اختتم الحية خطابه بدعوة صريحة إلى زحف شعبي بري وبحري من كل مكان في العالم، مناشداً الشعوب الحرّة في العالم العربي والغربي مواصلة الاحتجاجات والمقاطعة والنزول إلى الميادين، حتى تنكسر سلاسل الحصار ويُوقف هذا النزيف المستمر.

غزة تستصرخ العالم: هل بقي فيكم من يسمع؟

في هذا الخطاب الحادّ، لم يترك خليل الحية باباً إلا وطرقه، ولا صمتاً إلا وكسّره، ولا ذمّة إلا وذكّرها بمسؤوليتها. كانت كلماته صرخة تُمزّق الصمت وتكسر جدار اللامبالاة. غزة تُباد، والدماء تُسفك، والصرخات تعلو… فهل من ضمير يستيقظ؟ وهل بقي في العرب من يغضب؟

للانضمام إلى قناة التليجرام لمساعدات قطاع غزة (من هنا).

للانضمام إلى قناة الواتساب لمساعدات قطاع غزة (من هنا).

 للتسجيل في جميع المساعدات النقدية والعينية وكفالة الأيتام في قطاع غزة 2025 (من هنا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى