الزوائد الجلدية من المشكلات الجلدية الشائعة التي تثير قلق الكثيرين، خاصةً عندما تظهر في أماكن ظاهرة أو حساسة. وعلى الرغم من أنها غالباً ما تكون غير خطيرة، إلا أن مظهرها قد يسبب انزعاج نفسي. في هذا المقال نقدم لك دليل شامل حول علاج الزوائد الجلدية، يشمل الطرق الطبية والطبيعية، ومتى يجب استشارة الطبيب.
ما هي الزوائد الجلدية؟
الزوائد الجلدية (Skin Tags) هي عبارة عن نموات جلدية صغيرة وناعمة، تشبه في شكلها حبة الأرز أو قطعة صغيرة من الجلد المتدلي. غالباً ما تكون غير مؤلمة وغير ضارة، وتتميز بأنها مرنة وبلون الجلد الطبيعي، ولكن في بعض الحالات قد تميل إلى اللون البني أو الداكن قليلاً حسب لون البشرة أو درجة تعرضها للاحتكاك.
تظهر الزوائد الجلدية عادة في المناطق التي تتعرض للاحتكاك المستمر، سواء بين طيات الجلد أو مع الملابس. من أكثر الأماكن شيوعًا لظهورها: الرقبة، تحت الإبطين، الجفون، تحت الثديين، وبين الفخذين، كما قد تظهر أيضا في أماكن أخرى مثل البطن أو الظهر. وتزداد احتمالية ظهورها لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، أو لديهم تاريخ عائلي للزوائد الجلدية، أو المصابين بالسكري.
وعلى الرغم من أنها لا تعتبر مشكلة طبية خطيرة، إلا أن الكثير من الناس يسعون لإزالتها لأسباب تجميلية، خاصة عندما تظهر في أماكن واضحة أو تسبب إزعاجاً عند ارتداء الملابس أو الحُلي.
أسباب ظهور الزوائد الجلدية
تتعدد الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى ظهور الزوائد الجلدية، وهي غالبًا ناتجة عن تفاعل بين العوامل الجسدية والوراثية. من أبرز هذه الأسباب:
- احتكاك الجلد بالجلد أو بالملابس:
تعد المناطق التي يحدث فيها احتكاك متكرر بين الجلد نفسه أو مع الأقمشة (مثل الرقبة، الإبطين، وبين الفخذين) من أكثر المناطق عرضة لظهور الزوائد الجلدية. هذا الاحتكاك المستمر يُحفز نمو خلايا الجلد بشكل زائد مما يؤدي إلى تكوّن هذه الزوائد.
- التغيرات الهرمونية:
تلعب الهرمونات دور كبير في تحفيز ظهور الزوائد الجلدية، خصوصًا أثناء فترات الحمل أو لدى الأشخاص المصابين باضطرابات هرمونية مثل مقاومة الأنسولين أو متلازمة تكيس المبايض.
- السمنة:
الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالزوائد الجلدية بسبب وجود طيات جلدية أكثر، مما يؤدي إلى زيادة مناطق الاحتكاك وفرص نمو هذه الزوائد.
- السكري من النوع الثاني:
أظهرت دراسات طبية أن هناك علاقة بين الإصابة بالسكري من النوع الثاني وظهور الزوائد الجلدية، حيث ترتبط بارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم أو ما يُعرف بـ “مقاومة الأنسولين”، والتي قد تحفز نمو الجلد بطريقة غير طبيعية.
- الحمل:
خلال فترة الحمل، تطرأ تغيرات هرمونية وجسدية كبيرة على الجسم، مما يجعل الحوامل أكثر عرضة لظهور الزوائد الجلدية، خاصة في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وغالبًا ما تظهر في الرقبة وتحت الإبطين وتحت الثديين.
بجانب هذه الأسباب، تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً أيضا، حيث لوحظ أن الزوائد الجلدية قد تكون أكثر شيوعًا لدى بعض العائلات، مما يشير إلى وجود استعداد جيني للإصابة بها.
هل الزوائد الجلدية خطيرة؟
في الغالب، تعتبر الزوائد الجلدية من الآفات الجلدية الحميدة، أي أنها غير سرطانية ولا تُشكل خطر صحي مباشر على حياة المريض. وهي لا تتحول عادة إلى أورام خبيثة، كما أنها لا تسبب ألم أو مضاعفات خطيرة في معظم الحالات، ولهذا فإن الكثير من الأشخاص قد يتعايشون معها دون الحاجة إلى علاج طبي أو تدخل جراحي.
ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي تستدعي الانتباه والاستشارة الطبية الفورية، خاصة إذا لاحظ المريض أي تغييرات غير طبيعية في مظهر الزائدة الجلدية، مثل:
- تغير في اللون (تصبح داكنة جداً أو حمراء فجأة)
- حدوث نزيف تلقائي أو مع أقل احتكاك
- ظهور ألم أو حكة مستمرة
- زيادة سريعة في الحجم أو تغيّر في الشكل
- الإصابة المتكررة أو التقرّح
هذه التغيرات قد لا تعني بالضرورة وجود ورم خبيث، لكنها تُعد علامات تستحق التقييم من قبل طبيب مختص، للتأكد من التشخيص واستبعاد أي مشاكل جلدية أخرى قد تتشابه في الشكل مع الزوائد الجلدية مثل الثآليل، أو بعض أنواع الأورام الجلدية النادرة.
علاج الزوائد الجلدية بطرق طبيعية
يميل بعض الأشخاص إلى تجنب العلاجات الطبية أو التدخلات الجراحية، ويفضّلون تجربة الطرق الطبيعية في المنزل لإزالة الزوائد الجلدية، خاصة إذا كانت صغيرة الحجم أو غير مزعجة. ورغم أن هذه الأساليب قد تكون فعّالة في بعض الحالات، إلا أنه من المهم الحذر، إذ لا توجد دراسات طبية كافية تدعم فعاليتها بنسبة 100%، وقد تختلف النتائج من شخص لآخر. وفيما يلي أشهر الطرق الطبيعية التي يلجأ إليها البعض:
- زيت شجرة الشاي (Tea Tree Oil)
يعتبر زيت شجرة الشاي من الزيوت الأساسية ذات الخصائص القوية المضادة للبكتيريا والفيروسات، كما يعتقد أنه يساعد في تجفيف الزوائد الجلدية تدريجياً حتى تسقط من تلقاء نفسها.
طريقة الاستخدام: تبلل قطعة قطن بالقليل من الزيت وتوضع على الزائدة الجلدية، ثم تثبت بلاصق طبي لمدة 15-30 دقيقة، وتكرر العملية يومياً.
تنبيه: يجب تجنب ملامسة الزيت للعين أو المناطق الحساسة، وإجراء اختبار حساسية قبل الاستخدام.
- خل التفاح (Apple Cider Vinegar)
يستخدم خل التفاح لخصائصه الحمضية، حيث يساعد في تكسير الأنسجة المكوِّنة للزائدة الجلدية.
طريقة الاستخدام: تنقع قطعة قطن في الخل، وتطبق على الزائدة لمدة 15-20 دقيقة يومياً، وقد تبدأ الزائدة في الجفاف خلال أسبوع إلى اثنين.
تنبيه: قد يسبب تهيجاً أو حرقاناً للبشرة، لذا يُفضّل تخفيفه بالماء خاصة للبشرة الحساسة.
- الثوم (Garlic)
الثوم معروف بخصائصه المضادة للالتهاب والبكتيريا، ويُعتقد أنه قد يُساهم في تكسير الخلايا المكوّنة للزائدة.
طريقة الاستخدام: يهرس فص من الثوم ويوضع مباشرة على الزائدة. ثم يغطى بضمادة لعدة ساعات أو طوال الليل.
تنبيه: قد يسبب رائحة قوية وتهيج موضعي، لذا يُفضل اختباره أولاً على جزء صغير من الجلد.
ملحوظة هامة
لا ينصح بقطع الزوائد الجلدية في المنزل بأي أداة حادة، فقد يؤدي ذلك إلى نزيف أو عدوى. إذا لم تظهر نتائج خلال أسابيع أو في حال حدوث التهاب أو ألم، يجب التوقف فورًا واستشارة طبيب الجلدية.
علاج الزوائد الجلدية طبياً
إذا كانت الزوائد الجلدية مزعجة أو غير مرغوب فيها، فهناك عدة خيارات طبية آمنة لإزالتها:
- الجراحة البسيطة
يتم قطع الزائدة الجلدية باستخدام مقص أو مشرط معقم. الإجراء سريع ويجرى عادةً تحت تخدير موضعي بسيط.
- التجميد (Cryotherapy)
يستخدم النيتروجين السائل لتجميد الزائدة حتى تسقط تلقائياً خلال أيام. طريقة فعالة وأقل تهيجاً للبشرة.
- الكي الكهربائي
يستخدم تيار كهربائي لحرق الزائدة الجلدية وفصلها عن الجسم. تتطلب هذه الطريقة خبرة طبية لتجنب الحروق أو التندب.
- الليزر
تقنية متقدمة وأكثر دقة، حيث يوجه الليزر على الزائدة الجلدية لتبخيرها. يفضل هذا الخيار للمناطق الحساسة مثل الوجه.
متى يجب زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن الزوائد الجلدية غالباً ما تكون حالة حميدة وغير مقلقة. إلا أن هناك بعض العلامات التي لا يجب تجاهلها. وقد تشير إلى ضرورة الفحص الطبي للتأكد من طبيعتها واستبعاد أي مشاكل جلدية أكثر خطورة. وينصح بزيارة طبيب الجلدية في الحالات التالية:
- تغير في لون الزائدة الجلدية: إذا لاحظت أن الزائدة أصبحت أغمق كثيراً. أو تحولت إلى اللون الأحمر أو البنفسجي، فقد يكون ذلك مؤشر على حدوث تغيرات غير طبيعية في الخلايا.
- زيادة مفاجئة في الحجم أو عدد الزوائد: الزوائد الجلدية تنمو عادة ببطء. لذلك إذا ظهرت بشكل مفاجئ أو بدأت تتكاثر بسرعة في مناطق متعددة من الجسم، يجب مراجعة الطبيب للتقييم.
- الشعور بالألم أو وجود نزيف: الزوائد الجلدية لا تسبب ألماً في العادة، لذا فإن وجود ألم أو نزيف سواء بشكل تلقائي أو بعد احتكاك بسيط قد يكون دليلاً على التهاب أو إصابة تستدعي العلاج.
- الظهور في مناطق حساسة أو مزعجة: إذا ظهرت الزائدة الجلدية في أماكن حساسة مثل الجفون أو الأعضاء التناسلية. أو كانت تسبب حرج أو انزعاج عند ارتداء الملابس أو ممارسة الأنشطة اليومية، يفضل استشارة طبيب لتحديد الطريقة الأنسب لإزالتها بأمان.
- الشك في كونها زائدة جلدية بالفعل: أحياناً تتشابه بعض الأورام أو الثآليل مع الزوائد الجلدية في الشكل. لذلك من الأفضل إجراء تشخيص دقيق لتجنّب أي التباس.
نصائح بعد إزالة الزوائد الجلدية
بعد إزالة الزوائد الجلدية، سواء بالطرق الطبية أو الطبيعية. من المهم اتباع مجموعة من التعليمات التي تساعد على تسريع التئام الجلد ومنع أي مضاعفات مثل العدوى أو ظهور ندبات. إليك أهم النصائح التي يوصي بها الأطباء:
- تنظيف المنطقة بلطف: احرص على غسل منطقة الإزالة يومياً باستخدام ماء فاتر وصابون لطيف خالٍ من العطور. لتقليل خطر الإصابة بالعدوى والحفاظ على نظافة الجلد.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس: الجلد بعد الإزالة يكون أكثر حساسية. لذا من الأفضل تغطية المنطقة أو استخدام واقٍ شمسي مناسب إذا كانت معرضة للشمس، وذلك لمنع تغير لون الجلد أو ظهور بقع داكنة.
- عدم لمس أو حك موضع الإزالة: حتى لو شعرت بالحكة أو الانزعاج. تجنب لمس الجرح أو خدشه، لأن ذلك قد يؤدي إلى تهيج الجلد أو تأخر الشفاء أو حتى ترك أثر دائم.
- استخدام كريمات مهدئة أو مضادة للالتهاب: قد يصف الطبيب كريم يحتوي على مضاد حيوي أو مادة مهدئة لتقليل الاحمرار والالتهاب. التزمي باستخدامه حسب الإرشادات لتسريع عملية الشفاء.
- تجنب وضع مستحضرات التجميل أو العطور على المنطقة: على الأقل خلال الأيام الأولى بعد الإزالة. تجنبي استخدام أي منتجات قد تحتوي على مواد كيميائية قد تهيّج الجلد أو تعيق التئامه.
- مراقبة علامات العدوى: إذا لاحظت أي تورم غير طبيعي. إفرازات، احمرار شديد أو ارتفاع في درجة الحرارة في المنطقة، يجب مراجعة الطبيب فوراً.
في النهاية
الزوائد الجلدية شائعة وغير خطيرة غالباً، لكن علاجها قد يكون ضرورياً لأسباب جمالية أو وقائية. الخيارات متعددة بين الطرق الطبية والطبيعية، ويجب دائماً اتخاذ القرار بناء على استشارة طبية لضمان السلامة والفعالية.
إقرأ أيضا
التسجيل في برنامج WFP للمساعدات
خطوات تحديث بيانات مستفيدي الأونروا